أدوات التداول الأعلى أداءً في عام 2024

شهد عام 2024 تحولات ديناميكية في الأسواق المالية العالمية، والتي شكلتها سياسات البنوك المركزية والتطورات الجيوسياسية والاتجاهات الاقتصادية.

شهدت العملات تقلبات كبيرة، حيث هيمن الدولار الأمريكي وسط تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، في حين عانى الين الياباني والجنيه الإسترليني في ظل المواقف النقدية المتشائمة. في حين سجلت المعادن نتائج متباينة، حيث ارتفع الذهب على خلفية ارتفاع الطلب من قبل البنوك المركزية، في حين تعثرت الفضة والنحاس بسبب البيانات الصينية الضعيفة. وشهدت أسواق الطاقة ازدهار الغاز الطبيعي، في حين واجه النفط مخاوف من زيادة المعروض. كما تألقت العملات الرقمية المشفرة مع الارتفاع الملحوظ لعملة البيتكوين، وعكست مؤشرات الأسهم مرونة في التعاملات، لا سيما في الأسواق الأمريكية التي تعتمد على التكنولوجيا.

دعونا نستكشف أداء هذه الأدوات الرئيسية منذ بداية العام حتى تاريخ 23 ديسمبر 2024، ونرى ما الذي جعل هذا العام عامًا لا يُنسى.

العملات

على مدار عام 2024، أظهر مؤشر الدولار تقلبًا في الأسعار، متأثرًا في المقام الأول بتحول الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا وتخفيضات متتالية في أسعار الفائدة. كما كان ارتفاع نهاية العام مدعومًا بتفاؤل السوق بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب.
وبرز الين الياباني باعتباره الأضعف أداءً بين العملات الرئيسية، حيث كان انخفاض قيمته مدفوعًا بالموقف المتشائم المستمر لبنك اليابان المركزي، وغياب رفع أسعار الفائدة، والتحول في السياسات المالية في ظل القيادة الحكومية الجديدة.
في أوروبا، واجه اليورو ضغوطًا هبوطية بسبب القوة القوية للدولار الأمريكي، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي وضعف أداء ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
أنهى الجنيه الإسترليني العام في المنطقة السلبية، حيث أثرت تعديلات السياسة النقدية المتأخرة من قبل بنك إنجلترا المركزي، إلى جانب التوجيهات الحذرة والتخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة في عام 2025، بشكل كبير على تقييمه.
أدى دخول الاقتصاد النيوزيلندي في ركود فني، إلى جانب التوقعات بمزيد من التيسير النقدي، إلى وضع الدولار النيوزيلندي كواحد من أسوأ العملات أداءً خلال العام.
كما عانى كل من الدولار الكندي والأسترالي وسط تقلبات أسعار النفط والمعادن، بالإضافة إلى القوة النسبية للدولار الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، أدت استراتيجية بنك كندا القوية لخفض أسعار الفائدة، بما في ذلك أربعة تخفيضات خلال العام، إلى تسريع انخفاض قيمة هذه العملات.

أزواج الفوركس النادرة

انخفضت قيمة البيزو المكسيكي بنسبة 18% هذا العام. فبالإضافة إلى قوة الدولار، كانت التخفيضات الأربعة التي أجراها البنك المركزي المكسيكي في أسعار الفائدة والإشارات إلى احتمالية إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا الانخفاض.
كان انخفاض الكرونة النرويجية ناجمًا إلى حد كبير عن قوة الدولار. وعلى الرغم من عدم حدوث أي تغييرات في أسعار الفائدة، وانخفاض التضخم، وارتفاع نمو الأجور، من المتوقع أن تنهي الكرونة النرويجية العام بخسارة في قيمتها بنسبة 12% تقريبًا.

المعادن

سجّل قطاع المعادن أداءً إيجابيًا بشكل عام في عام 2024، وكان الذهب في المقدمة. كان تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمثابة محرك رئيسي، في حين وفرت الأحداث الجيوسياسية المتفرقة مزيدًا من الزخم الصعودي. عززت احتياطيات الذهب المتزايدة لدى البنوك المركزية الطلب بشكل كبير.
كانت التباينات داخل القطاع واضحة. تأثرت الفضة والنحاس سلبًا بالبيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، أكبر مستهلك للمعادن الصناعية في العالم. وأدى ذلك إلى تراجع توقعات الطلب، لا سيما على الفضة، التي تُستخدم على نطاق واسع في التطبيقات الصناعية.
شهد البلاتين نموًا سلبيًا، حيث تم تقييد الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين وتحول صناعة السيارات نحو السيارات الكهربائية. قد يحد الضعف المطول في الطلب من تعافي الأسعار في المستقبل القريب، حتى مع التخفيضات المحتملة في الإنتاج في عام 2025.

عقود الفروقات في الطاقة

برز الغاز الطبيعي كأفضل أداء في قطاع الطاقة، مدفوعًا بالطلب العالمي القوي على الغاز الطبيعي المسال وتراجع احتمالات استمرار واردات خطوط الأنابيب من روسيا عبر أوكرانيا. وعلى العكس من ذلك، واجهت أسعار النفط الخام وخام برنت ضغوطًا هبوطية وسط مخاوف من زيادة المعروض وعدم اليقين بشأن توقعات الطلب.

العملات المشفرة الرئيسية

شهد سوق العُملات الرقمية مكاسب ملحوظة في عام 2024، بقيادة ارتفاع البيتكوين الذي بلغ ثلاثة أرقام. استفاد القطاع من التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي وتجدد ثقة المستثمرين، مدفوعًا جزئيًا بتوقع الاستقرار السياسي في ظل إدارة دونالد ترامب.

المؤشرات

حققت مؤشرات الأسهم العالمية أداءً قويًا، مدعومة إلى حد كبير بتحول سياسات البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة. وتصدرت المؤشرات الأمريكية مثل مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500، مما يعكس مرونة قطاع التكنولوجيا. ومع ذلك، تخلفت المؤشرات الأوروبية والبريطانية عن الركب، مما يعكس التحديات الاقتصادية الإقليمية وتباطؤ زخم الانتعاش.